الإثنين، 17 مارس 2025

09:15 ص

الشيخ خالد حسن يكتب.. جاهد نفسك وانتصر عليها في شهر الانتصارات

السبت، 15 مارس 2025 03:18 م

الشيخ خالد حسن

الشيخ خالد حسن

لقد منح الله سبحانه وتعالى هذا الشهر الكريم ( شهر رمضان المبارك ) بمنح وعطايا دون غيره من سائر الشهور ، وفضله على بقية الشهور لما فيه من تزايد الخيرات والحسنات وتضاعف أجر الطاعات والعبادات،  فهو شهر القرآن والقيام والصيام ، وشهر الانتصارات،  شهرٌ كان فيه معارك عظام ، بها ثبتت قواعد الدولة الإسلامية،  ومعارك العزة ، ومعارك القضاء على أطماع الطغاة وهذا ما أثبته التاريخ.

وقد كتب الله للمسلمين النصر وذلك ببركة الصيام وبركة هذا الشهر الفضيل،  حيث كانت غزوة بدر أول معارك الإسلام والمسلمين والتي ثبّتت قواعد وأركان الدولة الإسلامية،  وكذلك كان فتح مكة في هذا الشهر العظيم،  ومعركة عين جالوت التي كانت ملحمة عسكرية محكمة للقضاء على أقوى جيش همجي عرفه التاريخ،  وكانت معركة العاشر من رمضان التي كتب الله للعرب وخاصة المصريين النصر على عدوهم .

كل تلك الانتصارات تجعلنا نضع نصب أعيينا هذا الشهر الكريم وخاصة في الطاعات والانتصار على أنفسنا فما أعظمه انتصار ! 

ولأن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر كما أخبرنا - صلى الله عليه وسلم- لأنه جهاد الشيطان الذي أقسم بإغوائنا قال تعالى:  { قاَلَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ المْخْلَصِينَ}. (ص: 83) .فعليك بالإخلاص في عبادتك حتى لا بغويك شيطانك  فعَنْ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: ” قَالَ إِبْلِيسُ: أَيْ رَبِّ !! لَا أَزَالُ أُغْوِي بَنِي آدَمَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ . 

قَالَ: فَقَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ : لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا اسْتَغْفَرُونِي ” . فإذا كنا في رمضان نستغل أن الشياطين مصفدفعَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ، وَدِينَ آبَائِكَ، وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ " قَالَ: " فَعَصَاهُ، فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ " قَالَ: «فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ» قَالَ: " ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ: هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ، وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقَسَّمُ الْمَالُ " قَالَ: «فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَمَاتَ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنّ النسائي َةَ، وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّةٌ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ».ة في هذا الشهر الكريم رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ :”إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ؛ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ؛ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ”. 

بيد أن الشيطان يقعد لك صراطك المستقيم ، ولكن علينا بتوخي الحذر من الشيطان وأعوانه وخاصة في العبادات التي نتقرب بها ومن هذه العبادات الصلاةفعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: " إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وَلَهُ ضُرَاطٌ، حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ، حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ المَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى ". 


قال تعالى: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )(6)

( اللهم اغفر لنا وتقبل منا صلاتنا وصيامنا قيامنا واختم بالصالحات )

search