من يخلفه، وفاة البابا فرانسيس رمز الإصلاح في الكنيسة الكاثوليكية
الإثنين، 21 أبريل 2025 10:56 م

البابا فرانسيس
أعلن الفاتيكان صباح الإثنين وفاة البابا فرانسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد مسيرة استمرت لأكثر من عقد على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
وفاته جاءت بعد معاناة صحية طويلة، أبرزها إصابته بالتهاب رئوي مزدوج مطلع هذا العام، وهو ما أدى في النهاية إلى سكتة دماغية وتوقف في عضلة القلب، بحسب ما أفاد به طبيب الفاتيكان أندريا أركانجيلي، وفقا لرويترز.
الخبر شكّل صدمة للملايين حول العالم، خاصة أنه كان قد ظهر بالأمس فقط في ساحة القديس بطرس خلال احتفالات عيد القيامة، محييًا الحشود من السيارة البابوية المفتوحة، ما بدا حينها أنه إشارة على تعافيه وتحسنه.
البابا فرانسيس.. أول بابا من أمريكا اللاتينية
يُعتبر البابا فرانسيس، أو خورخي ماريو برجوليو، أول بابا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية يأتي من أمريكا اللاتينية، وتحديدًا من الأرجنتين.
تولى منصبه في مارس 2013، بعد استقالة البابا بنديكت السادس عشر، في لحظة تاريخية غير مسبوقة.

خلال فترة بابويته، سعى البابا فرانسيس إلى تجديد الخطاب الكنسي وتبني سياسات أكثر انفتاحًا وتسامحًا، مما جعله شخصية بارزة تجاوز تأثيرها حدود الدين ليشمل قضايا سياسية وإنسانية عالمية.
صدمة واسعة وردود فعل عالمية على وفاة البابا فرانسيس
عقب إعلان الوفاة، انهالت التعازي من مختلف أنحاء العالم.
عبّر قادة دول وشخصيات دينية وسياسية عن حزنهم الشديد، مثمنين دوره التاريخي في محاولة إصلاح الكنيسة، وتقريبها من الفقراء والمهمشين.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علّق قائلًا: "ارقد بسلام أيها البابا فرانسيس، فليباركه الله وكل من أحبوه".
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوصفه بـ"الرجل الاستثنائي"، بينما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه كان قادرًا على منح الأمل وتعزيز الوحدة.

الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، رغم خلافاته السابقة مع البابا، عبّر عن حزنه العميق، مؤكدًا أن معرفته بفرانسيس كانت شرفًا كبيرًا.
جنازة البابا وتفاصيل مراسم التشييع
أوضح الفاتيكان أن جثمان البابا فرانسيس قد يُنقل إلى كاتدرائية القديس بطرس ابتداءً من صباح الأربعاء، لإتاحة الفرصة للجمهور لإلقاء النظرة الأخيرة.
لم يتم تحديد موعد الجنازة بعد، لكن التوقعات تشير إلى إقامتها بين الجمعة والأحد، بعد اجتماع مجلس الكرادلة المقرر عقده غدًا الثلاثاء.
وصية البابا فرانسيس
في وصيته الأخيرة، خالف البابا فرانسيس التقاليد وأوصى بأن يُدفن في كنيسة القديسة مريم الكبرى في روما، بدلًا من كاتدرائية القديس بطرس، وهو ما يعكس بساطته وابتعاده عن البروتوكولات.

الإرث الذي تركه البابا فرانسيس
منذ توليه المنصب، أحدث البابا فرانسيس تغييرات جوهرية داخل الفاتيكان، من أبرزها تعزيز الشفافية المالية، وتوسيع مشاركة النساء في المناصب القيادية.
كما عرف عنه اهتمامه البالغ بالفقراء، ورفضه الإقامة في الشقق البابوية الفخمة، مفضلًا العيش في بيت الضيافة البسيط بالفاتيكان.
كما كان منفتحًا تجاه الحوار بين الأديان، وداعمًا لقضايا المهاجرين والمهمشين، وهو ما جعله يحظى بشعبية كبيرة لدى عامة الناس، رغم الانتقادات من التيارات المحافظة داخل الكنيسة.
صراع داخلي وانتقادات من المحافظين والتقدميين
ورغم هذه الإنجازات، واجه البابا فرانسيس صراعات داخلية عميقة، واتُهم أحيانًا بالافتقار إلى خطة واضحة، كما عانى من رفض بعض مسؤولي الفاتيكان لتوجهاته التقدمية.
اتهمه المحافظون بمحاولة تدمير التقاليد الكنسية، بينما رأى التقدميون أنه لم يذهب بعيدًا بما يكفي في الإصلاح.
فضائح الاعتداءات الجنسية
كما لم يكن قادرًا بشكل كامل على السيطرة على فضائح الاعتداءات الجنسية التي عصفت بالكنيسة، وهي القضية التي ورثها عن سابقيه لكنها استمرت خلال فترة ولايته.
البابا فرانسيس في أيامه الأخيرة
عانى البابا فرانسيس في الفترة الأخيرة من تدهور صحته، بعد أن دخل المستشفى في مارس لمدة 38 يومًا.
ورغم توصيات الأطباء بالراحة لشهرين، أصر على مواصلة مهامه، وظهر في عدة مناسبات منها لقاء مع ملك بريطانيا تشارلز، واجتماع قصير مع نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس.
كانت هذه الإطلالات تبعث برسائل أمل للمتابعين، حتى جاء الخبر الصادم صباح الإثنين، مؤكّدًا وفاته بعد دخوله في غيبوبة بسبب تدهور حاد في حالته الصحية.
الاستعداد لاختيار خليفة البابا فرانسيس
من المتوقع أن يُعقد الاجتماع السري المعروف باسم "الكونكلاف" بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا فرانسيس، لاختيار بابا جديد. يحق لنحو 135 كاردينالًا المشاركة في هذا الاقتراع، لكن لا يوجد حتى الآن مرشح بارز لتولي المنصب.
ومع تعيين البابا فرانسيس لحوالي 80% من الكرادلة الناخبين، تُرجح التوقعات أن يكون البابا القادم على خطاه الإصلاحية، رغم استمرار الانقسامات داخل الكنيسة.
شعبية البابا فرانسيس تجاوزت حدود الكنيسة
تميز البابا فرانسيس بشخصية قريبة من الناس، وحرص دائم على التواصل المباشر مع الجمهور.
حتى في عيد القيامة، أطلّ من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ملقيًا رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، في مشهد يعكس التزامه المستمر بقضايا العدالة والسلام.

وقال أسقف بوينس أيرس خورخي كويرفا: "رحل بابا الفقراء، بابا المهمشين"، في إشارة إلى الدور الاجتماعي الذي تبناه البابا طوال فترة خدمته.
تأجيل احتفالات الفاتيكان حدادًا على البابا
أعلن الفاتيكان تأجيل الاحتفال الذي كان مقررًا يوم الأحد المقبل، بمناسبة تنصيب كارلو أكوتيس كأول قديس من جيل الألفية.
ويأتي هذا القرار في إطار حالة الحداد التي أعلنها الفاتيكان، إلى جانب إعلان الأرجنتين والبرازيل الحداد الرسمي لسبعة أيام.
وفاة البابا فرانسيس تمثل نهاية عهد بابوي اتسم بالبساطة والإصلاح والانفتاح. ورغم الانتقادات والمعارضة، ترك أثرًا عالميًا لا يُمحى، وستكون عملية اختيار خليفته لحظة فاصلة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً