من عامل نظافة للبابوية.. محطات في حياة البابا فرنسيس
الإثنين، 21 أبريل 2025 04:54 م

بابا الفاتيكان
نور الشايب
أعلن الفاتيكان، صباح الاثنين 21 أبريل 2025، وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ليسدل الستار على حياة رجل قاد الكنيسة بعقيدة الرحمة وصوت الفقراء لأكثر من عقد من الزمن.
ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية، توفي البابا في مقر إقامته بـ"كازا سانتا مارتا" داخل أسوار الفاتيكان، حيث عاش في بساطة طيلة سنوات بابويته. وقال الكاردينال كيفن فيريل، المكلف بتنظيم المرحلة الانتقالية عقب الوفاة: "لقد عاد أسقف روما إلى بيت الآب، بعد أن كرّس حياته كلها لخدمة الرب وكنيسته".
وكان البابا قد نُقل إلى المستشفى في فبراير الماضي نتيجة إصابته بعدوى تنفسية حادة أدت إلى التهاب رئوي مزدوج، وعلى الرغم من تحسنه وخروجه في 23 مارس، ظل وضعه الصحي هشًا حتى وفاته.
وأشارت شبكة رؤية الإخبارية، إلى أنه ُلد خورخي ماريو برغوليو عام 1936 في بوينس آيرس بالأرجنتين، لأسرة مهاجرة من أصول إيطالية. نشأ على قيم العدالة الاجتماعية والبساطة، وعمل في شبابه عامل تنظيف قبل أن يختار طريق الكهنوت. في مارس 2013، انتُخب كأول بابا من أمريكا اللاتينية، واختار اسم "فرنسيس" تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز الفقر والتواضع.
منذ لحظة انتخابه، اتخذ فرنسيس مسارًا إصلاحيًا جريئًا، داعيًا إلى تجديد دور الكنيسة في العالم، ومحذرًا من الانغلاق والجمود. انحاز إلى المهمشين والمهاجرين، وفتح أبواب الكنيسة أمام الجميع، بمن فيهم المثليين واللاجئين، وشدد على أن "الرحمة فوق الأحكام".
أجرى البابا إصلاحات مالية وإدارية داخل الفاتيكان، وسعى إلى الشفافية والمساءلة في مواجهة فضائح طالت المؤسسة الدينية. كما ضاعف من تعيين النساء في مواقع قيادية بالفاتيكان، في خطوة غير مسبوقة أثارت الجدل لكنها عكست رؤيته لتحديث الكنيسة.
على الساحة الدولية، لم يتردد فرنسيس في التعبير عن مواقفه السياسية، فانتقد سياسات الهجرة القسرية، ووجّه تحذيرات من مخاطر التغير المناخي، معتبرًا أن "إنكار الأزمة البيئية نوع من الجنون". وفي تصريح جريء العام الماضي، دعا إلى النظر في احتمال اعتبار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة "إبادة جماعية"، ما أثار ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والدينية.
كان آخر ظهور علني للبابا فرنسيس خلال لقائه نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس يوم أحد الفصح، في لقاء رمزي تبادل خلاله الهدايا للأطفال. ولم يكن يُتوقع أن يكون هذا اللقاء آخر مشهد علني لرجل تحول إلى ضمير عالمي.
ومع وفاته، تبدأ الكنيسة الكاثوليكية مرحلة انتقالية جديدة، إذ يُنتظر أن يجتمع مجمع الكرادلة خلال الأسابيع المقبلة لاختيار خليفة له، في عملية اقتراع سري تُعقد داخل كنيسة السيستين.
برحيل البابا فرنسيس، تفقد الكنيسة صوتًا استثنائيًا جسّد الكرامة في بساطة العيش، ووحّد قلوبًا متعددة على رسالة واحدة: "الرحمة قبل الحكم، والإنسان أولًا".
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
-
الأهلي يواجه باتشوكا المكسيكي وديا استعدادا لكأس العالم للأندية
-
سعر الدولار يهبط لأدنى مستوى في 3 سنوات
-
ركلات الترجيح تحسم لقب الدوري الإيطالي لأول مرة منذ 60 عامًا
-
وزير التموين يقرر مد فترة صرف المنحة الإضافية للمستحقين على البطاقات حتى نهاية مايو
-
تعرف على سعر الدولار أمام الجنيه في آخر تعاملات اليوم الاثنين 21 أبريل
أكثر الكلمات انتشاراً