الشيخ خالد حسن يكتب.. يا ليلة القدر تزيني

لقد ميز الله سبحانه وتعالى الأيام على بعضها فجعل يوم الجمعة أفضل الأيام،  وفضل الليالي على بعضها البعض فجعل ليلة القدر أفضل الليالي،  حيث أنها في شهر الذي فضله الله عز وجل على غيره من سائر الشهور  ، ونزل فيه خير كتاب القرآن الكريم الذي فضله على سابقيه من الكتب السماوية ، ونزل به الروح الأمين جبريل - عليه السلام  - الذي فضله الله على سائر الملائكة وجعله أمين الوحي والمكلف  بتبليغ الرسالات لكل النبيين والمرسلين ، ونزل على سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم  - الذي فضله على سائر النبيين وجعله إمام المرسلين ، والذي أرسله الله سبحانه وتعالى إلى خير أمة أُخرجت للناس وهي أمة الإسلام ... فتزيني يا ليلة القدر بالشرف الرفيع ، فيها يتجلى الله على عباده  ؛ ليسمع أصواتهم ويستمع لمناجاتهم ويستمتع ببكائهم،  هم الذين جاءوا إلى ربهم رافعين أكفة التضرع مستغفرين مهللين ومكبرين ، تلك الليلة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) وهي في تلك الليالي العشر الأواخر من رمضان،  وهذا واضح في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى) تتزين تلك الليلة بدعاء العابدين ومناجاة السائلين لرب العالمين ، وقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) فظائما نطلب العفو من الله من كل ما اقترفنا من ذنوبٍ ولعل الله يتبقلنا في ليلة القدر،  ونتزين بشرف القدر والمقدرة والتقدير من رب العالمين ..

( اللهم اجعلنا من المقبولين في الشهر المبارك الكريم واجعلنا ممن وافقته ليلة القدر يارب العالمين )