الثلاثاء، 22 أبريل 2025

08:16 ص

في الذكرى الـ38 لرحيله.. صلاح جاهين أيقونة الإبداع الشعبي والثقافي في مصر

الإثنين، 21 أبريل 2025 11:39 ص

الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين

الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين

محمد عاطف

في مثل هذا اليوم، 21 أبريل، تحل الذكرى الثامنة والثلاثون لرحيل الشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين (1930–1986)، الذي ما زالت بصماته حاضرة بقوة في الذاكرة الثقافية المصرية. شاعر العامية، رسام الكاريكاتير، كاتب السيناريو، وصاحب الكلمة الساخرة والبصمة الوجدانية، الذي خلد اسمه كأحد أبرز رموز الإبداع في القرن العشرين.

وُلد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في 25 ديسمبر عام 1930، بشارع جميل باشا في حي شبرا الشعبي، لأسرة تنتمي إلى السلك القضائي، إذ كان والده يشغل منصب مستشار. بدأ دراسته في كلية الفنون الجميلة، ثم انتقل إلى كلية الحقوق، لكن عشقه للفن غلب طموحه الأكاديمي.

أسرة صلاح جاهين

تزوج مرتين؛ الأولى من الفنانة التشكيلية سوسن محمد زكي، ورُزق منها بـ"أمينة" و"بهاء"، ثم تزوج من الفنانة منى جان قطان، وأنجب ابنته "سامية"، التي انضمت لاحقًا إلى فرقة "إسكندريلا".

مشوار صلاح جاهين المهني

بدأ مشواره المهني رسامًا في مجلة "بنت النيل" خلال أربعينيات القرن الماضي، قبل أن ينتقل إلى روز اليوسف، حيث تميز في الكاريكاتير السياسي والاجتماعي. ومع انتقاله إلى الأهرام، أسس مدرسة خاصة في النقد الساخر. وفي ستينيات القرن الماضي، تولى رئاسة تحرير مجلة "صباح الخير"، ليصبح أحد أعمدة الصحافة الثقافية الجريئة والمبدعة.

أبدع جاهين في مختلف مجالات الفن، لكن رباعياته ظلت الأيقونة الأبرز في تاريخه، إذ كتبها بالعامية المصرية، ولحنها سيد مكاوي، وغناها علي الحجار، لتُحقق انتشارًا واسعًا تجاوز 125 ألف نسخة مباعة في وقت قصير.

كما قدّم أوبريت "الليلة الكبيرة"، الذي يُعد من أشهر أوبريتات العرائس في العالم العربي، وجسد من خلاله عبقرية تحويل التراث الشعبي إلى عمل مسرحي عالمي خالد.

مسيرة صلاح جاهين فى السينما

في مجال السينما، كتب جاهين سيناريوهات أعمال لا تُنسى مثل "خلي بالك من زوزو" و"شفيقة ومتولي"، كما شارك بالتمثيل في عدد من الأفلام منها "المماليك" و"شهيد الحب الإلهي".

ترك جاهين إرثًا شعريًا ضخمًا تجاوز 161 قصيدة، امتزجت فيها البساطة بالعمق، أبرزها قصيدة "على اسم مصر" التي أصبحت نشيدًا غير رسمي للوطن، و"تراب دخان" التي عبرت عن صدمة الأمة في نكسة 1967.

وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي

نال جاهين تكريمًا رسميًا من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمنحه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووصفه الأديب يوسف إدريس بأنه: "شاعر في قلبه حب للعالم كله".

ورغم رحيله في 21 أبريل 1986، فإن إرثه الإبداعي لا يزال حاضرًا. ففي عام 2005 أنتج التلفزيون المصري مسلسلًا دراميًا تناول رباعياته، وفي عام 2013 احتفى به محرك البحث "جوجل" بوضع صورته على صفحته الرئيسية.

ويبقى صلاح جاهين، كما وصفه الناقد لويس عوض، "أعظم رسام كاريكاتير عرفته مصر، وأشهر شاعر عامية بعد بيرم التونسي، فنانًا حوّل البساطة إلى فلسفة، والكلمة إلى ثورة، والإبداع إلى ميراث شعبي خالد".

search