الأحد، 20 أبريل 2025

04:13 ص

أرمينيا تحتفل بالنور والقيامة: طقوس روحية وتقاليد فريدة في عيد الفصح

السبت، 19 أبريل 2025 03:24 م

عيد الفصح

عيد الفصح

محمد نبيل

بكل فرح وبهجة، تستقبل أرمينيا يوم عيد الفصح بعبارة "كريستوس هارياف إي ميريلوتس!"، وتعني "المسيح قام من بين الأموات!"، ويأتي الرد: "أورهنال إي هاروتيون كريستوسي!" أي "مباركة قيامة المسيح!"، وهو تقليد عريق يعكس الإيمان والروحانية العميقة لهذا العيد المبارك.

تمتلك أرمينيا تاريخًا طويلًا وثريًا في الطقوس المسيحية، فهي أول دولة في العالم اعتمدت المسيحية كدين رسمي عام 301 ميلادية.

ويُعد عيد الفصح، أو كما يُعرف محليًا بـ"سورب زاتيك"، من أهم وأبهى الأعياد في الكنيسة الرسولية الأرمنية، حيث يحتفل الشعب بقيامة المسيح من الموت في اليوم الثالث بعد صلبه، في تعبير رمزي عن الانتصار على الخطيئة وتجدد الأمل.

تبدأ التحضيرات لهذا العيد بالصوم الكبير الذي يمتد أربعين يومًا، يطهر فيه المؤمنون أرواحهم وأجسادهم استعدادًا للقيامة. وفي مساء السبت، تُقام الليتورجيا المقدسة، حيث يحيّي الناس بعضهم بعضًا بقيامة المسيح، وتُضاء الشموع المقدسة التي تُحمل إلى البيوت، في تقليد يعكس النور الذي جاء به المسيح إلى العالم.

ويتميّز عيد الفصح الأرمني بأجوائه الخاصة، التي تجمع بين الطقوس الدينية والاحتفالات العائلية الممتعة. ومن أبرز التقاليد المنزلية تلوين البيض باستخدام قشور البصل الأحمر، في رمزية إلى دم المسيح، إضافة إلى لعبة البيض الشهيرة التي تجمع بين الكبار والصغار في جو من المرح والمنافسة.

أما مائدة عيد الفصح فهي غنية بالرموز والنكهات، حيث يُطهى الأرز بالزبيب كرمز للبشرية والمسيحيين، وتُقدّم الأسماك الأرمنية "إيشخان" والنبيذ الأحمر للدلالة على جسد المسيح ودمه. وتحتل الخضراوات الطازجة والمطبوخة مكانة خاصة على المائدة، وتُقدم مع خبز اللافاش التقليدي وخبز "تشوريك"، وهو خبز حلو يُحضّر خصيصًا لهذه المناسبة ويعشقه الأطفال.

عيد الفصح في أرمينيا ليس مجرد طقس ديني، بل هو احتفال بالحياة، والنور، والتجدد، والفرح العائلي. فحتى من لا يلتزمون بالطقوس الدينية يشاركون في هذه الأجواء الروحية والاحتفالية الفريدة.

search