أبو اليزيد سلامة: "القبر أول منازل الآخرة.. وفيه سؤال وعذاب ونعيم بإجماع النصوص"
الثلاثاء، 15 أبريل 2025 12:05 ص

دار الإفتاء
أحمد محمود
قال الدكتور أبو اليزيد سلامة، من علماء الأزهر الشريف، إن الحياة لا تنتهي بالموت، بل ينتقل الإنسان من حياة الدنيا إلى حياة جديدة تُسمى الحياة البرزخية، مؤكدًا أن "القبر ليس نهاية المطاف، وإنما بداية لحياة تالية تفصل بين الدنيا والآخرة".
وأوضح العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "قبس من نور الشريعة"، المذاع على قناة الناس، أن القبر هو أول منازل الآخرة، وأنه "سواء دُفن الإنسان تحت التراب أو فقد في البحر أو حتى مات في الفضاء، فإن جسده يدخل في طور جديد من الحياة يُعرف بالحياة البرزخية"، مشيرًا إلى أن الله تعالى قال: "ومن ورائهم برزخ إلى يوم يُبعثون" [المؤمنون: 100]، وهذا دليل قاطع على وجود حياة بعد الموت.
وأضاف أن البرزخ هو الفاصل بين الدنيا والآخرة، مثلما فَصَل الله بين البحرين، فقال تعالى: "مرج البحرين يلتقيان، بينهما برزخٌ لا يبغيان"،
مُبينًا أن الروح تعود إلى الجسد بعد الوفاة، لكن باتصالٍ يناسب طبيعة البرزخ، حيث يُسأل الإنسان في قبره عن ربه ودينه ونبيه، وهو ما ورد في الحديث الشريف عن النبي ﷺ: "إذا وُضع العبد في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه، فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟".
وشدد على أن الإيمان بعذاب القبر ونعيمه من ثوابت العقيدة، مستشهدًا بقول الإمام صاحب "الجوهرة": "سؤالُنا ثمَّ عذابُ القبرِ نعيمُهُ... واجبٌ كبعثِ الحشرِ كما علِموا".
كما أشار إلى أن "من أعظم ما يُعين المسلم على الثبات في القبر هو الإيمان الصادق، والعمل الصالح، وتوحيد الله عز وجل، والصدق في محبة رسول الله ﷺ"، مضيفًا أن النبي أخبر أن المؤمن يُبشَّر في قبره، ويُقال له: "انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة"، فيراهما جميعًا.
ودعا الدكتور أبو اليزيد سلامة المسلمين إلى التزود بالإيمان والعمل الصالح، والتمسك بالسنة النبوية الصحيحة، والتأكيد على أن القرآن والسنة مصدران متكاملان في بناء العقيدة، ولا يجوز الفصل بينهما، فكما أن القرآن وحيٌ من الله بلفظه ومعناه، فالسنة وحيٌ بمعناها على لسان النبي ﷺ.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
التوكل على الله، مفتاح الرضا والنجاح في الدنيا والآخرة
04 مارس 2025 12:41 ص
الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً