أسعار العقارات في مصر، "بالم هيلز" ترفع الأسعار 50% في 2024 وتخطط لزيادة 20% في 2025

كشف الرئيس التنفيذي لشركة بالم هيلز للتعمير، حازم بدران، أن الشركة تسعى إلى توسيع أنشطتها في المنطقة العربية، من خلال تأسيس شركات جديدة في كلٍّ من السعودية والإمارات، بهدف إنشاء مكاتب تمثيل تسهم في تعزيز وجودها الإقليمي. 

وأوضح أن هذه الخطوة تأتي ضمن رؤية الشركة لاستكشاف فرص استثمارية جديدة، لكن لم يتم تحديد أي مشروع مؤكد حتى الآن.

وأضاف أن هذا التوسع الإقليمي سيمكن الشركة من دراسة السوق الخليجي عن كثب، ومعرفة مدى إمكانية تنفيذ مشروعات تلبي الطلب المتزايد في المنطقة على الوحدات السكنية والتجارية الفاخرة. 

كما أكد أن هذه الاستراتيجية تأتي ضمن جهود "بالم هيلز" لتعزيز مكانتها كإحدى الشركات الرائدة في قطاع التطوير العقاري.

زيادة أسعار العقارات في مصر

أوضح أن الشركة قامت خلال العام الماضي بزيادة أسعار العقارات بنسبة 50% في جميع مشروعاتها، لا سيما في منطقة الساحل الشمالي، وهو ما يعكس تأثر السوق بارتفاع معدلات التضخم، التي تتراوح بين 20 و25%.

وأشار إلى أن هذه الزيادة تعتبر طبيعية في ظل المتغيرات الاقتصادية، حيث تسعى "بالم هيلز" للحفاظ على هوامش ربحية مناسبة، دون التأثير على معدلات الإقبال على وحداتها. 

وبيّن أن سوق عقارات في مصر شهد موجة تضخم متصاعدة خلال الأعوام الأخيرة، الأمر الذي استوجب إجراء تعديلات في التسعير لضمان استدامة المشروعات قيد التطوير.

تفوق في المبيعات ونجاح مشروعات الساحل

وتحدث بدران خلال  مقابلة مع "العربية Business" أن عن الأداء المتميز للشركة مقارنةً بمنافسيها، مشيرًا إلى أن 50% من مبيعات "بالم هيلز" لعام 2024 جاءت من منطقة الساحل الشمالي، حيث أطلقت الشركة مشروعين جديدين هما "هسيندا ووترز" و"هسيندا ويست"، ما أدى إلى تحقيق نسبة مبيعات غير مسبوقة.

وأوضح أن هذه المشروعات نجحت في استقطاب عدد كبير من العملاء الباحثين عن وحدات سكنية فاخرة على البحر، مشيرًا إلى أن النسبة المتبقية من المبيعات جاءت من مشروعات الشركة في شرق وغرب القاهرة، بالإضافة إلى الإسكندرية.

كما لفت إلى أن هذا النمو الملحوظ ليس نتيجة تعويم الجنيه فقط، وإنما هو انعكاس لنجاح المشروعات المقدمة، حيث تمكنت الشركة من تحقيق معدلات طلب مرتفعة بفضل جودة التصميمات والمرافق المتكاملة التي تقدمها.

نمو متواصل في الإيرادات والمستحقات

وأبرز بدران أن الشركة تشهد نموًا متسارعًا في المبيعات خلال السنوات الخمس الأخيرة، حيث يتضاعف حجم المبيعات سنويًا، نتيجة عوامل مختلفة مثل جودة المشروعات، وتحسن الطلب في السوق، وتأثير التضخم.

وأشار إلى أن "بالم هيلز" تمتلك رصيدًا متراكمًا من المستحقات والتسليمات المستقبلية، إذ يبلغ إجمالي هذا الرصيد حاليًا حوالي 200 مليار جنيه، سيتم تسليمها للعملاء خلال السنوات القادمة. 

وأوضح أن تحقيق الإيرادات والأرباح يعتمد على محورين أساسيين، أولهما نسبة الإنجاز في المشروعات، والثاني هو المبيعات الجديدة، لا سيما في قطاع الفيلات والوحدات المستقلة، التي تحقق ربحية مرتفعة بفضل احتساب جزء من قيمة الأرض ضمن الإيرادات.

التكاليف وهوامش الربحية

وتطرق بدران إلى تأثير التكاليف على ربحية الشركة، مشيرًا إلى أن "بالم هيلز" قامت بتعديل أسعار البيع منذ عامين، للتعامل مع الارتفاعات المستمرة في تكاليف البناء.

كما تمتلك الشركة مخزونًا كبيرًا من الأراضي التي تم شراؤها قبل تخفيض قيمة العملة، ما يوفر لها ميزة تنافسية.

وأوضح أن هامش الربح من الأراضي قد ارتفع بسبب التضخم، في حين تأثر هامش ربح البناء سلبًا، إلا أن الشركة نجحت في تعويض ذلك عبر زيادة الأسعار وإدارة التكاليف بكفاءة. ونتيجة لهذه الاستراتيجية، ارتفع صافي هامش الربح من 9% إلى 11% أو 12%.

أداء مالي قوي ونتائج قياسية

على صعيد النتائج المالية، سجلت شركة "بالم هيلز للتعمير" قفزة كبيرة في أرباحها خلال عام 2024، حيث نمت بنسبة 106%، لتصل إلى نحو 3.3 مليار جنيه، ما يعكس الأداء القوي للشركة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

كما ارتفعت المبيعات الجديدة بنسبة 154%، لتصل إلى 150 مليار جنيه، وهو ما يعكس الطلب القوي على وحدات الشركة، خاصة في ظل توجه العملاء إلى الاستثمار في العقارات كملاذ آمن للحفاظ على قيمة أموالهم وسط تقلبات الأسواق المالية.

وأضافت "بالم هيلز" أن عدد الوحدات المباعة شهد زيادة سنوية بنسبة 20%، حيث بلغ إجمالي الوحدات المباعة 7.5 ألف وحدة، وهو ما يعزز من موقف الشركة كواحدة من أقوى شركات التطوير العقاري في السوق المصري.

نظرة مستقبلية واعدة

واختتم بدران تصريحاته بالتأكيد على أن "بالم هيلز" مستمرة في تطوير محفظتها الاستثمارية، مع التركيز على تقديم مشروعات ذات قيمة مضافة للعملاء. 

وأشار إلى أن الشركة تدرس إطلاق مراحل جديدة في مشروعاتها القائمة، بالإضافة إلى استكشاف فرص استثمارية جديدة داخل مصر وخارجها.

وأكد أن السوق العقاري المصري لا يزال يتمتع بفرص نمو كبيرة، خاصة في ظل الطلب المستمر على الوحدات السكنية، سواء من المصريين أو من المستثمرين الأجانب. وأعرب عن تفاؤله بأن تحقق "بالم هيلز" المزيد من النجاحات خلال السنوات القادمة، بفضل خططها التوسعية وقدرتها على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية.